أولى رحلات “طيران الإمارات” تحط في مطار دمشق بعد انقطاع 13 عاماً
حطّت في مطار دمشق الدولي، الأربعاء 17 يوليو/ تموز 2025، أولى رحلات “طيران الإمارات” القادمة من دبي، بعد استئناف الشركة لعملياتها المنتظمة إلى العاصمة السورية، وذلك بعد تعليق دام منذ عام 2012، وضمت الرحلة وفداً رسمياً إماراتياً تقدّمه معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الشباب والرياضة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: “يمثل استئناف عمليات طيران الإمارات إلى دمشق خطوة استراتيجية تدعم مرحلة التعافي وإعادة البناء في سوريا، من خلال توفير مزيد من خيارات السفر والربط الجوي الذي يُعد ركيزة أساسية لتحفيز الحركة الاقتصادية، وجذب الاستثمارات، وفتح قنوات جديدة للتجارة والوصول إلى الأسواق العالمية”، وأضاف “هذا الربط المباشر لا يخدم فقط أهداف التنمية، بل يعد جسراً حيوياً يربط أبناء الجالية السورية في الأمريكيتين وأوروبا ودول الخليج بوطنهم، ويتيح لهم المساهمة بخبراتهم وإمكاناتهم في دعم مسيرة النهوض الوطني، ونود أن نُثمن التعاون البنّاء من الجهات المختصة في سوريا، ونتطلع من خلال عملياتنا المجدولة إلى تعزيز جسور التواصل بين دبي ودمشق، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين والمنطقة بأسرها”.
من جهته، صرّح السيد علاء صلال، مدير إدارة العلاقات العامة في الهيئة العامة للطيران المدني السوري، لوكالة الأنباء السورية “سانا”، بأن هبوط أول طائرة لطيران الإمارات في مطار دمشق “يمثل محطة جديدة في استعادة الروابط الجوية بين سوريا ودول المنطقة”، وأضاف أن الرحلة، التي كانت تقل 286 راكباً، “تشكل انطلاقة نحو تنشيط حركة السفر والتبادل التجاري والسياحي، ضمن إطار دعم التعافي الاقتصادي في البلاد”. وأوضح أن الشركة ستبدأ بتسيير ثلاث رحلات أسبوعية بين دمشق ودبي.

وستُشغّل رحلاتها بطائرة البوينج 777-200LR والتي تتسع لـ302 مقعداً، حيث ستغادر الرحلة رقم “ئي كيه 913” من دبي الساعة 12:00 ظهراً، لتصل إلى مطار دمشق الدولي الساعة 14:10 بالتوقيت المحلي، أما رحلة العودة “ئي كيه 914” فستغادر دمشق الساعة 16:30 لتصل إلى دبي الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي.
وسوف يستفيد عملاء طيران الإمارات المسافرون من وإلى دمشق من شراكة تبادل الرموز مع فلاي دبي، ما يوفر خيارات أوسع ومزيداً من الراحة في السفر من وإلى العاصمة السورية.
كانت الشركة قد أعلنت في يونيو الماضي عن خطتها لاستئناف رحلاتها إلى دمشق اعتباراً من 16 يوليو الجاري، بثلاث رحلات أسبوعياً، على أن تُرفع إلى أربع رحلات ابتداءً من 2 أغسطس 2025، ثم تصبح يومية ابتداءً من 26 أكتوبر المقبل، استجابة للطلب المتوقع المتزايد.

بلغ حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات وسوريا نحو 680 مليون دولار أمريكي (2.5 مليار درهم) في عام 2024، مسجلاً نمواً بنسبة 23% مقارنة بعام 2023، ومن المتوقع أن تساهم الرحلات المنتظمة في تعزيز هذا التبادل التجاري، خاصة في ظل وجود أكثر من 350,000 مواطن سوري مقيم في دولة الإمارات، يشكلون جسراً اقتصادياً وبشرياً نشطاً بين البلدين.
يُذكر أن طيران الإمارات بدأت تسيير رحلاتها إلى دمشق في عام 1988، ونقلت أكثر من 2.1 مليون مسافر بين دبي ودمشق حتى عام 2012، حين علّقت رحلاتها نتيجة للظروف الأمنية التي شهدتها سوريا. ويُعد استئناف التشغيل الحالي مؤشراً إضافياً على تحسن الوضع العام واستعادة بعض الروابط الحيوية بين سوريا والعالم.
