8 دول أوربية تشدد إجراءات الرقابة على حدودها البرية
العنصرية الأوربية والغربية تتعاظم وتظهر الوجه الآخر لليمين المتطرف المتصاعد والذي يتلقى دعم من مجتمعاتهم على نحو مطرد، ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية والإنسانية على حساب المصلحة الذاتية، في خطوة قد تعتبر إعلاناً لنهاية اتفاقية الشنغن، وتضع الاتحاد الأوربي في امتحان لوحدته.
أجج قرار ألمانيا تشديد الرقابة على حدودها المفتوحة مع الدول المجاورة لها جدلا وسط انتقادات للخطوة الألمانية وتشديد أوروبي على ضرورة أن تكون عمليات التفتيش على الحدود ضمن نطاق الإجراءات “الاستثنائية”، حيث أعلنت ألمانيا قرارً منفردً بتطبيق إجراءات رقابية مشددة على حدودها مع هولندا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا ولوكسمبورغ، بهدف مكافحة الهجرة غير القانونية.
يأتي القرار الألماني في ظل أزمة سياسية متصاعدة بالنسبة لحكومة أولاف شولتس، بسبب تنامي اليمين المتطرف المناهض للمهاجرين، في حين شددت برلين على أنها لن تتخذ تدابير أحادية الجانب “من شأنها أن تضر بالاتحاد الأوروبي، وأشارت المفوضية الأوروبية إلى ضرورة أن يتم تطبيق تدابير تتناسب مع كونها استثنائية.
يسلط القرار الألماني الضوء على الدول الواقعة في منطقة شنغن، التي اتخذت مؤخرا قرارات مماثلة تهدف إلى تشديد الرقابة على حدودها، وهي:
السويد: قررت السويد فرض إجراءات تفتيش ابتداء من 12 أيار/ مايو 2024 ولغاية 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، ومن المرجح أن تمتد الإجراءات المتعبة ضمن هذا القرار إلى جميع الحدود الداخلية، وفقا للمفوضية الأوروبية، وزعمت الحكومة السويدية أن قرارها إلى وجود تهديد خطير للسياسة العامة والأمن الداخلي، بالإضافة إلى “مخاوف من وقوع أعمال عنف خطيرة وهجمات مزعومة بذريعة معاداة السامية. هذا بالإضافة للحركات السياسية في الحكومة لفرض قيود على إجراءات اللجوء.
النمسا: أقرت السلطات النمساوية تطبيق إجراءات التفتيش على حدودها مع المجر وسلوفينيا حتى 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ومع جمهورية التشيك إلى غاية 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، ويأتي هذا القرار في إطار مساعي فيينا إلى “الحد من الهجرة غير النظامية” ومكافحة “التهديدات الإرهابية”، بالإضافة إلى مساعي التعامل مع أنشطة التجسس في ظل تواصل الحرب الروسية الأوكرانية.
إيطاليا: قررت الحكومة الإيطالية برئاسة جورجيا ميلوني تعزيز أمن الحدود حتى 18 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بسبب النشاط الإرهابي المرتبط بالاضطرابات في الشرق الأوسط، ورئاسة روما لمجموعة الدول السبع.
النرويج: قيدت النرويج الدخول في جميع الموانئ التي لها صلة بمنطقة الشنغن منذ 12 أيار/ مايو 2024، ومن المقرر أن تتواصل عمليات التفتيش حتى 11 تشرين الثاني/ نوفمبر.
الدنمارك: أوضحت كوبنهاجن أنها تشعر بالقلق إزاء “التهديد الإرهابي” في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، مشيرة إلى أنها قررت في هذا الإطار فرض قيود على جميع حدودها الداخلية من 12 أيار/ مايو إلى 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
سلوفينيا: فرضت السلطات في سلوفينيا في حزيران/ يونيو 2024 إجراءات تفتيش مشددة على حدودها مع المجر وكرواتيا، بسبب كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024 في ألمانيا والألعاب الأولمبية في فرنسا، ومن المتوقع أن تتواصل هذه الإجراءات إلى غاية 21 كانون الأول/ ديسمبر.