احجز غرفتك في أول فندق فضائي في العالم
لم يعد بالضرورة اقتصار مخططاتك للسفر على جزر تايلاند، أو سبر قنوات البندقية، والتمتع بجبال الألب، وشلالات سويسرا، فلما تكتفي بقطعة صغيرة من الأرض بينما يمكنك أن تحجز غرفة تطل نافذتها على الكرة الأرضية بأكملها!
في عام 2019، أطلقت شركة “Gateway Foundation” في ولاية كاليفورنيا الأمريكية خططاً لبناء أول فندق فضائي، يطفو فوق الغلاف الجوي للكرة الأرضية، ومن المقرر أن يتم تشغيل هذا المشروع المستقبلي في مدار الأرضي منخفض والذي سُمي “Voyager Station”، بشكل كامل بحلول عام 2027، ومن المقرر تشييده بواسطة شركة بناء جديدة يديرها الطيار السابق، جون بلينكو، وهي “Orbital Assembly Corporation”، ويترأس بلينكو أيضاً شركة “Gateway Foundation”.
وصُممت المحطة لتتضمن 24 وحدة متصلة بواسطة قنوات مصاعد تشكل عجلة دوارة توضع على مدار أرضي منخفض، وسيكون مجهزا بمطاعم وسينما ومنتجع صحي وغرف تتسع لـ 400 شخص، تدور حول الأرض كل 90 دقيقة، وحسب التصميمات لما قد يبدو عليه الفندق أنه لا يختلف عن فندق فاخر في الأرض، ولكنه سيتمتع بمناظر رائعة من منظور لم يعده أي بشر من قبل.
وأشار كبير مهندسي المشروع ” تيم ألاتوري، إن جمالية الفندق كانت استجابة مباشرة لفيلم لستانلي كوبريك عنوانه “2001: A Space Odyssey”، وكان الفيلم “بمثابة مخطط لما لا يجب القيام به” وتعود فكرة بناء محطة فضاء تدور حول عجلة مركزية دائرية إلى الأيام الأولى للسفر عبر الفضاء، لفرنر فون براون، أحد المهندسين المعماريين في برنامج ناسا أبولو، حيث اقترح في الخمسينيات من القرن الماضي بناء موئل فضائي على شكل عجلة تدور لخلق جاذبية اصطناعية.
وستتخذ المحطة الفضائية شكل دائرة عملاقة، ستدور لتوليد جاذبية اصطناعية تماثل الجاذبية الموجودة على سطح القمر في الأطراف البعيدة وتقل في المركز، وبدلاً من جعل التصميم غريباً، وفارغاً، أراد ألاتوري وفريقه جلب قطعة من الأرض إلى الفضاء عن طريق توفير الأجنحة الدافئة، والحانات، والمطاعم الأنيقة، وصلات الألعاب الرياضية، ، وصالات السينما، ولما يتجاهل مصممي الفندق حداثة التواجد في الفضاء، فهناك خطط لتقديم “طعام الفضاء” التقليدي، مثل المثلجات المجففة، في مطعم الفندق، لجانب توفير أنشطة ترفيهية “تسلط الضوء على حقيقة قدرة الأشخاص بالقيام بأشياء لا يمكنهم القيام بها على الأرض بسبب انعدام الوزن، وانخفاض الجاذبية، حيث إن سيكون الزوار قادرين على القفز بشكل أعلى، ورفع الأشياء ثقيلة، والجري بطرق لا يمكنك القيام بها على الأرض.
وسيحوي الفندق سلسلة من الكبسولات متصلة بالجزء الخارجي من الحلقة الدوارة، ويمكن بيع بعض هذه الكبسولات لناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لأبحاث الفضاء، أو لأي شخص يرغب بذلك. وهذا التقدم يعد خطوة كبيرة في مجال تطوير السياحة الفضائية التي أصبحت موضع اهتمام بشكل متزايد، وهناك العديد من الشركات التي تحاول تحقيق فكرة السياحة في الفضاء، عبر شركات رائدة مثل “فيرجن غالاكتيك”، إلى ” سبيس إكس” لإيلون ماسك، وسيساعد نظام “StarShip” من “سبيس إكس” في إطلاق “Voyager Station” من الأرض.
ولم يُكشف عن أي تفاصيل بشأن تكلفة بناء المحطة الفضائية، أو تكلفة قضاء ليلة في الفندق، على الرغم من أن OAC تقول إن تكاليف البناء أصبحت أرخص بفضل مركبات الإطلاق القابلة لإعادة الاستخدام مثل “سبيس إكس فالكون 9” وStarshipK، لكنها ستكون باهظة حيث تخطط شركة “فيرجن غالاكتيك” لإطلاق الركاب إلى الفضاء مقابل 250,000 دولار للشخص الواحد لرحلة واحدة، لكن الفريق الذي يقف وراء “Voyager Station” يأمل بجعل كلفة الإقامة في الفندق مساوية لرحلة بحرية، أو رحلة إلى حديقة “ديزني لاند” الترفيهية، في نهاية المطاف.
النقل الفضائي أصبح ذو تكلفة أرخص حيث بلغ متوسط تكلفة إطلاق المواد إلى الفضاء زهاء 8000 دولار لكل كيلوغرام لفترة طويلة، ولكن المركبات القابلة لإعادة الاستخدام لـ” فالكون 9″، أدت إلى انخفاض هذا إلى 2000 دولار/كغ، وتتوقع “سبيس إكس” أن تصل التكلفة مستقبلاً إلى بضع مئات من الدولارات.
يمكن حجز واحدة من الوحدات النمطية على متن الفندق الفضائي مقاس 20×12 مترا، ويمكن للوكالات الحكومية استخدام المحطة لإيواء وحدة العلوم الخاصة بها، أو كمركز تدريب لرواد الفضاء الذين يستعدون للذهاب إلى المريخ.
هذا الاتجاه سوف ينشئ صناعة فضائية جديدة، وسياحة فضائية كانت مجرد خيال علمي منذ نحو عقدين من الزمن فقط، بينما الآن بات السفر للفضاء ممكنة بمستويات عالية من الرفاهية والخدمات ليس لفئات كبار الأغنياء بل لمتوسطي الثروات وربما لاحقاً ستكون متاحة للفئات الأدنى. بينما يطرح ” إيلون ماسك” السفر والإقامة في المريخ عبر مشاريعه الفضائية الواعدة الجاري العمل عليها حالياً.