مستقبل قطاع الضيافة الفاخرة العالمي والإقليمي
في ظل تزايد عدد الأثرياء وتغيُّر تفضيلات المستهلكين على الصعيد العالمي، وإعادة تمركزهم في دول مختلفة، تبرز عوامل النجاح في قطاع السياحة والضيافة الفاخرة الذي يشهد ازدهاراً ملحوظاً وطفرة غير مسبوقة في أعقاب زيادة عدد المسافرين الأثرياء الذين يبحثون عن خوض تجارب شخصية فريدة ومتميزة. وتُعَد منطقة الشرق الأوسط خير مثال على ذلك، فقد اتجه العديد من دول المنطقة إلى تنفيذ مشاريع ضخمة استهدفت من خلالها جذب السياحة في هذا القطاع على وجه الخصوص، الذي يتوقع أنه سيُحدِث تحولاً جذرياً في سوق الفنادق الفاخرة في الشرق الأوسط ويفتح آفاقًا جديدة للمستثمرين والمشغلين للاستفادة من الفرص الكامنة فيه.
اتجاهات مبتكرة ترسم معالم مستقبل قطاع الضيافة الفاخرة في الشرق الأوسط
في الوقت الراهن، يتجاوز حجم الطلب على غرف الفنادق الفاخرة حجم العرض المتاح من تلك الغرف، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع متوسط السعر اليومي لحجز الغرف إلى مستويات استثنائية تجاوزت 3,000 دولار أمريكي في الفنادق التي يمكن إدراجها ضمن فئة الفنادق “الفاخرة جدًّا”. وقد تأثر هذا الاتجاه بمجموعة من العوامل التي تضمنت تجارب الضيافة الفاخرة المخصصة، وعروض الرفاهية المبتكرة، والممارسات المستدامة المتميزة، وتجارب الطعام الفريدة، وثقافة التميز، والتي يعد جميعها من العناصر الحيوية المؤثرة في جذب المسافرين الأثرياء الذين يبحثون عن تجربة إقامة استثنائية تتجاوز توقعاتهم. وتقود الإمارات العربية المتحدة هذا السياق.
قًطاع الضيافة الفاخرة في الشرق الأوسط يشهد طفرة ونموّاً متسارعاً وملحوظاً، والممارسات المستدامة والمبتكرة وعروض الرفاهية المتميزة التي تضفي تجارب شخصية استثنائية للزوار تضع معياراً جديدًا من شأنه أن يجعل المسافرين الأثرياء أكثر استعداداً لإنفاق المزيد من الأموال مقابل الحصول عل خدمات متميزة، وهو ما يخلق فرصاً استثمارية غير مسبوقة للمستثمرين والمُشغِّلين في المنطقة بأسرها.
أبرز العوامل وراء الطفرة الاستثنائية في استثمارات الفنادق الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط
حالياً، باتت منطقة الشرق الأوسط المركز الجاذب الأهم للاستثمارات في قطاع السياحة والفنادق الفاخرة. وفي الوقت الذي نما فيه قطاع الأفراد ذوي الثروات الضخمة الذين تزيد ثرواتهم على 30 مليون دولار أمريكي ارتفاعاً عالمياً بنسبة 4.2% ليصل عددهم إلى حوالي 627,000 شخص، فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط زيادة كبيرة أيضًا بنسبة 6.2%. ومن المُتوقَّع أن يرتفع عدد الأفراد ذوي الثروات الضخمة بنسبة 28% بحلول عام 2028، وهو ما يدفع عجلة نمو قطاع الفنادق الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا. هذا لجانب انتقال عدد كبير من أغنياء العالم لمنطقة الشرق الأوسط ولدولة الإمارات تحديداً بعد التحولات والحروب في مناطق مختلفة حول العالم.
عدد الغرف الفاخرة المعروضة على الصعيد العالمي قد يصل إلى 1.9 مليون بحلول عام 2030، مقارنةً بعدد 1.6 مليون في عام 2023. كما تُعزِّز رحلات الأعمال زيادة الطلب على الغرف الفاخرة؛ حيث يبحث المديرون من المستوى المتوسط والعالي عن مساكن فاخرة لتعزيز ثقافة شركاتهم ومكافأة موظفيهم. هذا لجانب لنمو السياحة الفارهة وقطاع الطيران الخاص وغيرها من القطاعات الموازية.
شهد قطاع الفنادق الفاخرة توسعًا ضخمًا على مستوى العالم؛ إذ ضاعف مشغلو الفنادق الفاخرة عدد الغرف المعروضة على مدار العقد الماضي، وحققت علامات تجارية، مثل: Six Senses وAman Hotels وOne & Only نموّاً كبيراً، وهو ما يعكس التوسع الهائل في هذا القطاع.
مجالات التركيز للفنادق الفاخرة
الاهتمام المتزايد بالتجارب الترفيهية والتعليمية والغامرة الفاخرة بلحظات الإثارة بدلاً من الإنفاق على السلع غير الضرورية، وهو ما يؤكِّد أهمية تقديم الخدمات الشخصية وعروض الرفاهية والاستدامة وتجارب الطعام وإرساء ثقافة التميز في قطاع الفنادق الفاخرة.
وتستند السياحة الفاخرة وتوابعها على أربع ركائز رئيسية يجب على المشغلين الاستفادة منها لدفع عجلة النمو في قطاع الفنادق الفاخرة هي: استراتيجيات التسويق والتواصل الفعَّالة، والقوى العاملة المُدرَّبة والمحفزة، والإدارة المالية المرنة، والاستفادة من البيانات والتقنيات.
القطاعات الفاخرة الموازية
يتبع لقطاع الفنادق العديد من القطاعات التي تدعم السياحة الفاخرة أهمها قطاع التسوق والمراكز التجارية الكبرى والتي تبرز في الإمارات العربية وخاصة في دبي حيث تتميز بمراكز التسوق الفاخرة العلاقية التي تقدم أنشطة وعروض لا يمكن مقارنتها بغيرها حول العالم.
وقطاع المطاعم والنقل والطيران من أهم روافد السياحة الفاخرة، حيث تتصدر طيران الإمارات وطيران الاتحاد قطاع الطيران الفاخر بخدماتهم المميزة وتخصيص قسم كبير من المقاعد للدرة الأولى والأجنحة ودرجة الأعمال. وباتت دبي مركزاً للكثير من أشهر المطاعم العالمية والشيفات العالميين الذين اختاروا دبي لأهميتها على الخارطة السياحية العالمية.