يعد المسجد النبوي الشريف واحداً من المساجد الثلاثة التي يجوز أن تُشّد الرحال إليها، وكما جاء بالحديث الشريف الذي رواه الصحابي أبي سعيد الخدري عن النبي صل الله عليه وسلم قال (لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ، مسجدِ الحرامِ، ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا)، كما أن فضل الصلاة به تعادل (1000) صلاة في المساجد الأخرى، وكما قال الرسول بحديثه (صلاةٌ في مسجدي هذا، خيرٌ من ألفِ صلاةٍ في غيرِه من المساجدِ، إلا المسجدَ الحرامَ)، وقد أسسّه النبي الكريم مع الصحابة ليكون المركز الأول لانطلاق الدعوة والإسلام ومنارة للعبادات. وكان للمسجد دور كبير في الحياة السياسية والاجتماعية، فكان بمثابة مركزٍ اجتماعيٍ، ومحكمة، ومدرسة دينية.
بعدما جلست ناقة رسول الله (القصواء) في مربد سهل وسهيل وهما غلامين يتيمين من الأنصار، قام الرسول بشراء الأرض منهما ودفع ثمنها 10 دنانير، ليأمر بعدها المهاجرين والأنصار ببناء مسجده الشريف سنة 622 ميلادية، على مساحة 1,050 م2 (35 × 30 متر) وبسعة 1,700 مصلي وبه 3 أبواب، وقام رسول الله بعدها بسبعة أعوام، عام 328م بتوسعة المسجد لتبلغ مساحته 2,500 م2 وبسعة 4,166 مصلي.
التوسعات
أول توسعة شهدها المسجد بعد وفاة النبي كانت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب سنة 638م حيث وسعه ليبلغ مساحة 3,575 م2 وبسعة 6,000 مصلي وأضاف الحصى في ساحة المسجد. وفي عهد سيدنا عثمان بن عفان عام 649 – 650م تمت توسعة المسجد لتبلغ مساحته 4,096 م2 وبسعة 6,862 مصلي وتمَّ استبدال سعف النخل في السقف بالخشب.
وشهد المسجد النبوي توسعة وتغيرات جذرية في البناء في العهد الأموي بزمن تولي عمر بن عبد العزيز إمارة المدينة في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 707 – 710م، حيث بلغت مساحته 6،465 م2 لتبلغ سعة المصلين فيه 10,775 مصلي وتمَّ لأول مرة إضافة 4 مآذن والفسيفساء، وأدخلت الحجرة النبوية لأول مرة ضمن التوسعة. وفي العهد العباسي في عهد أبو عبد الله محمد المهدي سنة 779 – 782م بلغت مساحة المسجد 8,915 م2 لتبلغ سعته 14,858 مصلي، وتمَّ إضافة مأذنتين والمسبلة (مكان الوضوء وشرب المياه) في وسط ساحة المسجد.
في العهد المملوكي تمت عدة توسعات ابتداء بعد الظاهر بيبرس سنة 1275م وانتهت في عهد قايتباي 1481م حيث بلغت المساحة 9,035 م2 وبسعة 15,058 مصلي وإدخال طراز معماري جديد حيث ظهرت القباب لأول مرة، وتمَّ بناء قبة فوق الحجرة النبوية بلون فضي بارتفاع 8.9 م.
في العهد العثماني تمت توسعة المسجد ابتداء في عهد السلطان سليمان القانوني عام 1540م وانتهت في عهد السلطان عبد المجيد الأول عام 1860م بزيادة مساحة المسجد 10,303 م2 لتبلغ سعته 17,000 مصلي وتمَّ تغيير لون القبة فوق الحجرة النبوية لتصبح باللون الأخضر. وشهدت التوسعة السعودية التي امتدت على عدة مراحل ابتدأت في عهد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1952 – 1955م وآخر توسعة كالتي تعد الأكبر في تاريخ الحرم في عهد الملك فهد بن عبد العزيزي سنة 1985 – 1994م حيث تبلغ مساحة المسجد النبوي حالياً (داخلياً وخارجياً) 333,500 م2 بسعة تقارب 500,000 مصلي
في عام 2018 افتتح قطار الحرمين وهو أسرع قطار في الشرق الأوسط، وتستغرق الرحلة بين مكة والمدينة بالمسافة البالغة 450 كم نحو 3 ساعات بالقطار وتمر في 5 محطات، مقارنة بما يزيد عن 4 ساعات بالسيارة ونحو من 6 ساعات بالباص. تبلغ السعة الإجمالية السنوية 60 مليون مسافر، ويحتوي القطار على كافة وسائل الراحة وبدرجات مختلفة بتكلفة تبدأ من 150 ريال للبطاقة، وهي أرخص مقارنة بالسيارة التي تبلغ حوالي 500 ريال.
حقائق وأرقام عن المسجد النبوي الشريف:
يمكن التبرع بوقف نخلة بقيمة 600 ريال على الموقع التالي www.Takaful.se وسيتم إرسال صورة وشهادة باسم المتبرع، عسى أن تكون في ميزان حسناتنا يوم القيامة.
ويمكن مشاهدة الفلم الوثائقي التالي الذي قام الأستاذ أحمد الشقيري مشكوراً وفريق عمله بتجهيزه عن الحرم النبوي الشريف.