قطاع السفر يشهد اتجاهات جديدة لتفضيلات السياح والمسافرين حول إجراء الحجوزات وتخطيط الرحلات
الوكالات التقليدية بدأت تسترجع شعبيتها بعد سنوات من التنافس القوي مع وكلاء السفر الالكترونيين مع سعي المسافرين للخدمة الممتازة والاستشارة المتخصصة عوضا عن صفقات الأسعار المخفضة
أصبحت الفرصة مواتية أمام وكالات السفر التقليدية أن تعيد امتلاك حصتها في السوق التي فقدتها في السابق لوكلاء السفر الالكترونية عبر الانترنت بتقريب العمليات إلى المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك وفق آراء مجموعة من المشاركين في قمة التحول الرقمي في سوق السفر العربي 2017.
ففي كلمته أمام القمة قال بينيو فان لار هوفن الرئيس التنفيذي لشركة “بريزم” انه من الافضل للوكلاء التقليديين مقابلة عملائهم عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل ضمان الحصول على الأعمال مع تواصل نمو الاتصال عبر الانترنت واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة.
وقال هوفن للمشاركين:” هذا الجزء من العالم يمتلك أعلى حصة للفرد من وكالات السفر إلا أن 50% منهم مهددون بخسارة اعمالهم خلال خمس سنوات مالم يبادروا إلى إعادة ابتكارها نموذج اعمالهم. ولتحقيق هذا فعلا عليهم أن يواجهوا التحديات في التحول الرقمي والالتقاء بجمهورهم المستهدف على منصتهم الرقمية المفضلة. فالرقمي لم يعد قطاعا مختلفا للقطاع ولكنه قد يصبح منصة يتعايش فيها المستشار السياحي التقليدي والنماذج ذاتية الحجز”.
وعانت وكالات السفر في كافة أنحاء العالم من خسارة حصة كبيرة من عوائدها المالية خلال العقد المنصرم بسبب ظهور وهيمنة وكلاء السفر الالكترونيين، إلا أنه ووفقا لبيانات نشرت في يناير 2017 فقد ارتفع انتشار الإنترنت في الشرق الأوسط بنسبة 15% سنويا حيث يتسارع عدد المستخدمين إقليميا إلى 150 مليون مشتركا وهي أعلى نسبة نمو في العالم حالياً.
ويترافق هذا مع معدل استخدام مرتفع عالمياً لمواقع التواصل الاجتماعي ما يعني وجود فرص عديدة أمام وكلاء السفر التقليديين للانتقال إلى الفضاء الرقمي وهي خطوة من شأنها أن تمكنهم من استعادة حصتهم السوقية وكذلك جلب فرص أعمال جديدة من شريحة الشباب في المنطقة التي يبلغ عددها 12.8 مليون نسمة.
وقبل ظهور وكلاء السفر الالكترونيين وتذاكر الطيران ذاتية الخدمة كانت وكالات السفر تحصل على عمولة بنسبة 9% في المتوسط مقابل كل تذكرة تباع ع مستهدف يبلغ ست تذاكر يوميا من أجل الحصول على أرباح كافية، أما اليوم فيجب على كل وكيل سفر أن يبيع عشرات التذاكر للحصول على نفس الأرباح.
وفي معرض حديثه عن الإمكانيات التي تحملها هذا التغيرات في المنطقة من قبل شرائح الشباب والمقيمين قال هوفن:” تعتبر منطقة الشرق الأوسط منطقة سريعة النمو ويتم ضخ استثمارات قوية في قطاع السياحة والسفر فيها ما يعني أنه يتوجب على وكالات السفر وشركات الطيران أن تتبع نفس الخطى”.
وأضاف:” أن النسبة العالية للشباب والمقيمين في المنطقة وحوافز الإجازات السخية في القطاعين العام والخاص وتزايد سهولة السفر إلى الوجهات الكبرى والصاعدة في العالم كلها عوامل تقود إلى طلب غير مسبوق على السياحة”.
ومع تنافس الوكالات مع نطاق أوسع من الشركات ينصح هوفن بالتركيز على الباقات ذات القيمة المضافة وزيادة الشفافية في هيكلية التسعير وفهما أعمق لمتطلبات الأسواق المستهدفة والمنصات والعلامات السياحية التي تستخدمها.
واختتم هوفن بالقول:” الرحلة الرقمية لن تنجح إلا إذا عرفت من هو عميلك. على سبيل المثال إذا كانت قاعدة عملائك المستهدفين هي جيل الشباب فأنت تحتاج لنظام حجز ومدفوعات رقمي وتحتاج للتواصل معهم من خلال القصص والمحتوى الجاذب وبصورة أساسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
“لقد قامت العديد من الفنادق وشركات الطيران بخلق تجربة رقمية للعملاء فشلت في تلبية نفس مستويات الرعاية بالعميل التي توفرها التجربة التقليدية. هذا يوفر فرصة هائلة لوكالات السفر لتقديم تجربة رقمية أفضل أو إضافة القيمة للتجربة التقليدية للذين يفضلون الحجز بهذه الطريقة”.