60% من المسافرين في الإمارات يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم
2.3 تريليون دولار تقديرات حجم صناعة الاجتماعات والفعاليات بحلول عام 2032
المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي أصبحت عامل أساسي في قطاع السفر
ستة من كل عشرة أشخاص يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي للتخطيط رحلاتهم
تشهد صناعة السفر العالمية تحولاً جذرياً تقوده التكنولوجيا، حيث يشهد نمط تخطيط المسافرين لرحلاتهم ويخوضون تجاربهم السياحية. فوفقاً لتقرير حديث صادر عن مؤسسة “تورزم إيكونوميكس “Tourism Economics فإن 60% من المسافرين في دولة الإمارات العربية المتحدة يعتمدون على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تخطيط رحلاتهم بالكامل، مقارنة بـ48% فقط من المسافرين حول العالم، ومن المتوقع أن تستمر هذه النسبة في الارتفاع مع تعمّق إدماج التكنولوجيا في سلوكيات المسافرين.
أصبح الذكاء الاصطناعي أداة وشريك أساسي في التخطيط للمسافرين المتجهين إلى منطقة الشرق الأوسط في التخطيط لرحلاتهم. فقد استخدم نحو ستة من كل عشرة أشخاص تقنيات الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم، و21% منهم استخدموه قبل رحلتهم الأخيرة، ومع تنامي اعتماد هذه التقنيات، يُتوقع أن تلعب دوراً متنامياً في تقديم توصيات مخصصة وتجارب حجز فريدة للمستخدمين المهتمين بالتكنولوجيا.
شركات السفر تُعيد تعريف الخدمات السياحية والسفر لتوفير منصات في قطاعات التكنولوجيا والضيافة والفعاليات، حيث باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العملاء، بدءً من المساعدة في التخطيط وحتى خدمة ما بعد البيع، ما يسهم في رفع كفاءة التشغيل وتعزيز دور القطاع في دعم الاقتصاد.
وفي هذا السياق، تتسابق شركات التكنولوجيا والفعاليات إلى تبني أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل منصات الخدمة الذاتية وأنظمة التوصية الذكية وتحليلات البيانات التنبؤية، بما يتماشى مع التحول الرقمي المتسارع في القطاع.
من المهم إدراك أن التواصل الإنساني هو جوهر الضيافة والابتكار في القطاع السياحي يكمن في خدمات ذكية تُعزز التفاعل الإنساني، لا استبداله، حيث نريد توفير وقت الموظفين ليتمكنوا من التفاعل بشكل أكثر جدوى، فالتكنولوجيا مثل نظام SynXis Concierge AI القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكّن الفنادق مثلاً من تقديم إجابات فورية ومفصلة لاستفسارات النزلاء، ما يخفف العبء عن الموظفين ويضمن تجربة ضيافة متسقة وعالية الجودة على مدار الساعة.
أطلقت شركة ميرال الإماراتية خدمة الذكاء الاصطناعي “مجد “AI في وجهات سياحية بارزة هي واجهة ياس باي البحرية وعالم فيراري في جزيرة ياس، أبوظبي، وتُقدم هذه الخدمة اقتراحات مخصصة تعتمد على تفضيلات الزوار وسلوكياتهم السابقة، ما يُثري التجربة السياحية ويُعزز رضا الزوار إلى أقصى حد.
الابتكار يبدأ من فهم متطلبات المستهلك، حيث تتبنى منصات مثل “المسافر” نهجاً تصميمياً يركز على تطوير أدواتِ بِناءً على نقاط ضعف العملاء، بينما تستفيد منصات مثل Expedia TAAP من رؤى وكلاء السفر أنفسهم لتطوير أدوات تلائم احتياجات المستخدم وتُسهّل عملية التخطيط والحجز، مما يضمن توافق أدواتها مع احتياجات العملاء وسهولة استخدامها.
يشهد قطاع الفعاليات والمؤتمرات قفزة نحو المستقبل، فوفقاً لتوقعات حديثة، يُتوقع أن تبلغ قيمة سوق الاجتماعات والفعاليات العالمي 945 مليار دولار أمريكي في عام 2025، وأن تتجاوز 2.3 تريليون دولار بحلول عام 2032، وتُعد أدوات الذكاء الاصطناعي محركاً رئيسياً لهذا النمو، من خلال أتمتة عمليات البحث عن الموردين، وتوفير الترجمة آنيًا، وتصميم فعاليات وتجارب مخصصة تركز على الحضور وتزيد من تفاعلهم وولائهم.
رغم الفوائد الكبيرة للذكاء الاصطناعي في تخصيص تجربة السفر وتحسين الكفاءة، إلا أن الإفراط في الاعتماد عليه قد يأتي على حساب الأصالة والتواصل الإنساني، فالتكنولوجيا لا تستبدل الإنسان، بل تعيد تشكيل أدواره وتُوجّهه نحو مهام أكثر تركيزاً وجدوى لخلق موازنة بين التكنولوجيا واللمسة البشرية.
إن مستقبل السفر والسياحة لا يقوم فقط على التطور التقني، بل على الابتكار المسؤول الذي يضع الإنسان في صميم كل تطور تقني. فالتقنيات الأنجع هي تلك التي تُحسّن الكفاءة، وتُعزز التفاعلات البشرية، وتستجيب لحاجات العملاء بصورة مباشرة.
لكن على الرغم من الفوائد الجمة من هذا التطور، إلا أنه يجب التحذير من الإفراط في الاعتماد على التكنولوجيا على حساب الأصالة. فمع تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في تخصيص تجارب السفر وتحسين الكفاءة التشغيلية، فإنه لا يحل محل الأدوار البشرية، بل يُعيد تشكيلها، فإن أكثر التقنيات فعالية هي تلك التي تُعزز التفاعلات البشرية، وتُحسّن الكفاءة، وتستجيب مباشرةً لاحتياجات العملاء، مما يشجع المؤسسات على إعادة توجيه المواهب نحو تفاعلات أكثر جدوى وتركيزاً على الضيوف، والتواصل البشري يجب أن يبقى محور كل تقدم رقمي.
