+55 21 965542222 +971 54 4460442
حوالي نصف سكان العالم يعيشون في دول مجموعة بريكس الموسعة

مجموعة البريكس تتوسع لتشمل 52.4% من سكان العالم

تواصل مجموعة البريكس توسعها الاقتصادي والجيوسياسي ونموها، ففي 17 يناير/كانون الثاني 2025، انضمت إندونيسيا رسميًا كعضو كامل العضوية، كما انضمت نيجيريا إلى المجموعة كشريك. تُعد نيجيريا سادس أكبر دولة من حيث عدد السكان، والأولى إفريقيًا من حيث عدد السكان، وثاني أكبر اقتصاد في القارة، وأكبر منتج للنفط فيها.

كما تم إدراج بيلاروسيا، بوليفيا، كازاخستان، كوبا، ماليزيا، تايلاند، أوغندا، أوزبكستان إلى جانب نيجيريا كدول شريكة في إطار مبادرة بريكس+.

تمثل مجموعة البريكس بديلًا للتكتلات الغربية، خاصة مجموعة السبع الصناعية G7، إذ تضم مجموعة من أبرز الاقتصادات النامية، وقد أسست مبادرات مثل:

بنك التنمية الجديد (NDB)
ترتيب احتياطي الطوارئ
BRICS Pay
نظام إحصائي مشترك
جهود لإطلاق عملة احتياطية مستقلة

تأسست مجموعة BRIC عام 2001 بمبادرة من الاقتصادي البريطاني جيم أونيل في تقريره الشهير لبنك غولدمان ساكس، وتضم البرازيل وروسيا والهند والصين، باعتبارها اقتصادات صاعدة مرشحة لقيادة الاقتصاد العالمي بحلول 2050.

أُقيمت أول قمة رسمية للمجموعة عام 2009 في مدينة يكاترينبورغ الروسية، وفي العام التالي انضمت جنوب إفريقيا لتصبح المجموعة “BRICS”.

وفي 2024 و2025، انضمت خمس دول جديدة بشكل كامل: مصر، إثيوبيا، إيران، الإمارات العربية المتحدة، إندونيسيا، ليصل عدد الأعضاء الكاملين إلى 10 دول، ويتم التناوب على رئاسة المجموعة بشكل دوري بين الأعضاء كل عام.

أصبحت مجموعة البريكس مركز جذب عالمي. حيث تقدمت 44 دولة بطلب رسمي للانضمام. انضمت منها كل من بيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وكازاخستان وماليزيا وتايلاند وفيتنام وأوغندا وأوزبكستان، تمهيداً للعضوية الرسمية تحت اسم (BRICS+)، كما أبدت دول أخرى اهتمامها بالانضمام.

السعودية، التي كان متوقعاً انضمامها رسمياً منذ 2024، لم تعلن بعد قراراً نهائياً، إلا أن موقع بريكس الرسمي لا يزال يدرجها كعضو.

تركيا لم تحصل على الموافقة بسبب اعتراض الهند، نتيجة العلاقات التركية الباكستانية. أما الأرجنتين، فقد سحبت طلب انضمامها في ديسمبر 2023 بعد تولّي الرئيس خافيير ميليي، مفضّلة الحفاظ على علاقتها بالغرب.

تسيطر دول بريكس على أسواق مهمة في العالم، بما في ذلك 40%من إنتاج النفط العالمي، بفضل أعضائها الجدد مثل إيران والإمارات العربية المتحدة، وبحسب موقع البريكس الرسمي تسيطر المجموعة أيضاً على حوالي ثلاثة أرباع المواد الأرضية النادرة، وأضاف الموقع أن التبادل التجاري بين الدول الأعضاء تجاوز بالفعل تريليون دولار أمريكي.

وبحسب مركز البحوث الاقتصادية والتجارية، تقدمت دول البريكس بطلبات للحصول على 44 مليون براءة اختراع بين عامي 2009 و2023، أي أكثر من نصف جميع براءات الاختراع المسجلة عالمياً.

والبيئة موضوع مهم وملحّ لدول البريكس، فمن خلال بنك التنمية الجديد  NDBوافقت المجموعة على أكثر من 39 مليار دولار أمريكي لـ 120 مشروعاً، تركز على البنية التحتية والطاقة النظيفة والتنمية المستدامة.

اقترح قادة البريكس مبكراً إنشاء عملة موحدة لمواجهة الدولار الأمريكي، لكن المشروع تعرقل بسبب الخلافات، خصوصاً مع رفض الهند التي تخشى الهيمنة الصينية، وتفاقمت التحديات بعد تحذير إدارة دونالد ترامب من فرض تعرفة جمركية 100% على واردات دول البريكس إذا طرحت عملة موحدة.

رغم ذلك، تسعى دول البريكس إلى تعزيز استخدام العملات المحلية، والتخلي التدريجي عن الدولار الأمريكي، و تنويع اقتصاداتها بعيداً عبر الدولار وأنظمة دفع بديلة لـSWIFT، لكن اطلاق العملة الموحدة هو أمر حتمي لكنه يحتاج للمزيد من الوقت حتى يتم وضع الأنظمة الفاعلة ونمو المجموعة.

في قمة البريكس في جوهانسبرغ (يونيو 2025)، تم تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة لدراسة إمكانية إطلاق “وحدة حساب رقمية” مبدئية تحت اسم “BRICoin” لتسوية التبادل التجاري بين الدول، على غرار وحدة الـSDR في صندوق النقد الدولي.

البرازيل وروسيا تقترحان ربط العملة بسلة سلع استراتيجية: النفط، الذهب، المعادن النادرة، والقمح.

تطور دول البريكس شبكة إنترنت خاصة بها (BRICSNET) كبديل عن البنية التحتية الغربية للإنترنت، لحماية البيانات وتفادي المراقبة الأمريكية، كما ستطلق مشاريع مشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي وسلاسل الكتل (Blockchain) في إطار التعاون التكنولوجي.

الصين والهند تمثلان معاً أكثر من 60% من المستخدمين الرقميين الجدد على مستوى العالم (بحسب تقريرGSMA Mobile Economy 2025).

ويعد إطلاق مبادرة الأمن الغذائي للبريكس لمواجهة أزمة أسعار الغذاء العالمية. روسيا والبرازيل من أكبر منتجي الحبوب، وإثيوبيا وإيران ومصر تعتمد بشدة على الواردات.

وهناك مشروع جديد للتعاون في تحلية المياه والطاقة الشمسية بين الإمارات وإثيوبيا وجنوب إفريقيا تحت مظلة بنك التنمية الجديد.

وستطلق مبادرة الأمن الغذائي للبريكس لمواجهة أزمة أسعار الغذاء العالمية. روسيا والبرازيل من أكبر منتجي الحبوب، وإثيوبيا وإيران ومصر تعتمد بشدة على الواردات.

على الصعيد التعليمي سيطلق برنامج BRICS Scholars Exchange لدعم تبادل الباحثين والطلاب بين جامعات المجموعة.

وهناك مقترح لإطلاق شبكة إعلامية مشتركة (BRICS Media) تنافس CNN وBBC، وتروّج لرؤية الجنوب العالمي.

رغم الآفاق الواعدة، تواجه المجموعة تحديات. بعض المحللين يتوقعون تطور هذا التكتل ليصبح تحديّاً حقيقيّاً للمؤسسات العالمية بقيادة الغرب، في حين يرى آخرون أن الانقسامات الداخلية وتضارب المصالح الوطنية قد تعيق من تقدمه.

فبينما تسعى الصين وروسيا إلى تقوية بريكس ليصبح قوة مضادة للهيمنة الغربية، تعطي الهند والبرازيل الأولوية للتعاون الاقتصادي بدلًا من المواجهة الجيوسياسية، وهو الأمر الذي ينذر بتوترات محتملة داخل التكتل.

انضمام المزيد من الدول قد يشكّل بدوره تحدياً إضافيا بسبب النزاعات السياسية والتاريخية بين بعض منها. فمثلاً، قد تعيق العلاقة التنافسية بين السعودية، في حال انضمت إلى التكتل، وإيران، أو بين مصر وإثيوبيا التوافقات السياسية أو حتى قد تضعف قدرة التكتل على المضي قدماً بأهدافه ومصالحه.

كما أن القيود التي تفرضها بكين على استخدام اليوان الصيني في التجارة الدولية قد تعرقلان جهود إلغاء الدولرة الساعية لكسر هيمنة الدولار الأمريكي التي تطمح لها الصين وروسيا. فتوجه الصين يُخشى أن يصبح هدفه الحقيقي، فرض عملة احتياطية جديدة، لا كسر هيمنة الدولار الأمريكي.

تحدٍّ آخر يواجه مشروع توسّع المجموعة، يكمن في الفوارق الاقتصادية بين اقتصادات الدول الأعضاء، فالناتج المحلي للصين يفوق بكثير نظيره في جنوب إفريقيا أو الأعضاء الجدد مثل إثيوبيا. كذلك الأنظمة السياسية متباينة، ما يعزز المخاوف من صعوبة تحقيق توافقات بين ديمقراطيات مثل البرازيل وجنوب أفريقيا مع أنظمة استبدادية مثل الصين وإيران وروسيا، مع تحفظ كبير على السياسة العنصرية التي تنتهجها الحكومة الهندية نحو المسلمين والأقليات الدينية.

هذه التحديات والعوامل تتطلب تنسيقاً كبيراً وتنازلات من كافة الأعضاء لتذليل العوائق إذا ما أرادت المجموعة الحفاظ على وحدتها وتوسيع نفوذها اكي لا تتحول لنادي مصالح متضاربة، لكي تصل لهدفها لصياغة نظام عالمي متعدد الأقطاب ينهي أحادية الهيمنة الأمريكية حسب أهدافهم.، والحاجة إلى هيكلة داخلية جديدة للمجموعة لضمان فاعلية القرار، وبانضمام قوى جديدة داخل المجموعة مثل الإمارات ومصر يمكنها أن تعلب دور المحاور وجسر بين الغرب والبريكس ليتحوّل البريكس من تكتل اقتصادي ناشئ إلى مشروع إستراتيجي عالمي بديل.

بقلم سام تاج الدين

© 1995- 2025 Sam Travel & Events

Translate »
Verified by MonsterInsights