آفاق وتوجهات قطاع الضيافة الفاخرة
نظرة مستقبلية عالمية وإقليمية
بارتفاع بنسبة 4.2%، 627,000 مليونير عالمياً
زيادة عدد الأثرياء بنسبة 28% بحلول 2028
تزايد أعداد المليونيرات بنسبة 6.2% بمنطقة الشرق الأوسط
عدد الغرف الفاخرة عالمياً سيصل 1.9 مليون بحلول عام 2030
مع تنامي أعداد الأثرياء وتغيُّر توجهات وتفضيلات المستهلكين على المستوى العالمي، وإعادة تمركزهم إلى دول جديدة، تبرز عوامل النجاح في قطاع السياحة والضيافة الفاخرة الذي يشهد نمواً ملحوظًاً وقفزة غير مسبوقة. هذا الازدهار يعكس زيادة عدد المسافرين الأثرياء الذين يبحثون عن تجارب شخصية فريدة ومميزة. وتُعد منطقة الشرق الأوسط خيرَ مثال على هذا التحول، حيث سارعت العديد من دول المنطقة لإنشاء مشاريع ضخمة تستهدف لجذب السياحة الفاخرة خاصة، وهو قطاع يتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في سوق الفنادق الفاخرة في الشرق الأوسط، ويفتح فرصاً جديدة للمستثمرين والمشغلين للاستفادة من الإمكانات الواعدة.
مستقبل قطاع الضيافة الفاخرة في الشرق الأوسط
في الوقت الراهن تتجلى معالم مستقبلية ترسم اتجاهات مبتكرة لقطاع الضيافة الفاخرة في الشرق الأوسط، حيث يتجاوز الطلب على غرف الفنادق الفاخرة حجم العرض المتاح من تلك الغرف، مما أدى إلى ارتفاع متوسط السعر اليومي لحجز الغرف إلى مستويات استثنائية تجاوزت 3,000 دولار أمريكي في الفنادق التي يمكن إدراجها ضمن فئة الفنادق الفاخرة جداً. وقد تأثر هذا الاتجاه بمجموعة من العوامل التي تضمنت تجارب الضيافة الفاخرة المخصصة، وعروض الرفاهية المبتكرة، والممارسات المستدامة المتميزة، وتجارب الطعام الفريدة، وثقافة التميز، والتي يعد جميعها من العناصر الحيوية المؤثرة في جذب المسافرين الأثرياء الذين يبحثون عن تجربة إقامة استثنائية تتجاوز توقعاتهم. وتقود الإمارات العربية المتحدة وتليها المملكة العربية السعودية هذا المنحى.
قًطاع الضيافة الفاخرة في الشرق الأوسط يشهد طفرة ونموّاً متسارعاً وملحوظاً، والممارسات المستدامة والمبتكرة وعروض الرفاهية المتميزة التي تضفي تجارب شخصية استثنائية للزوار تضع معياراً جديدًا من شأنه أن يجعل المسافرين الأثرياء أكثر استعداداً لإنفاق المزيد من الأموال مقابل الحصول عل خدمات متميزة، وهو ما يخلق فرصاً استثمارية غير مسبوقة للمستثمرين والمُشغِّلين في المنطقة بأسرها.
العوامل المساهمة في الطفرة الاستثنائية الاستثمارية للفنادق الفاخرة في الشرق الأوسط
تحولت منطقة الشرق الأوسط المركز الجاذب الأهم للاستثمارات في قطاع السياحة والفنادق الفاخرة. وذلك بالتوازي مع النمو العالمي للأثرياء الذين تزيد ثرواتهم على 30 مليون دولار، حيث ارتفع عددهم بنسبة 4.2% ليصل إلى 627,000 شخص عالمياً، فيما شهدت منطقة الشرق الأوسط زيادة كبيرة أيضًا بنسبة 6.2%. ومع توقعات بزيادة عدد الأثرياء بنسبة 28% بحلول 2028، مما يزداد من زخم نمو قطاع الفنادق الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا. هذا لجانب انتقال عدد كبير من أغنياء العالم لمنطقة الشرق الأوسط ولدولة الإمارات تحديداً بعد الأحداث الجيوسياسية العالمية عزز من موقع المنطقة كوجهة مفضلة.
من المتوقع أن يصل عدد الغرف الفاخرة عالمياً إلى 1.9 مليون غرفة بحلول عام 2030 مقارنةً بـ1.6 مليون غرفة في 2023، ويعزز قطاع رحلات الأعمال الطلب على هذه الغرف حيث يفضّل المديرون من المستوى المتوسط والعالي الإقامة في فنادق فاخرة لدعم ثقافة شركاتهم ومكافأة موظفيهم. هذا لجانب لنمو السياحة الفارهة وقطاع الطيران الخاص وغيرها من القطاعات الموازية.
شهد قطاع الفنادق الفاخرة توسعاً ضخماً على مستوى العالم؛ إذ ضاعف مشغلو الفنادق الفاخرة عدد الغرف المعروضة على مدار العقد الماضي، وحققت علامات تجارية، مثل: Six Senses وAman Hotels وOne & Only نموّاً كبيراً، مما يعكس التوسع الهائل في هذا القطاع.
قطاعات التركيز للفنادق الفاخرة
يميل العملاء نحو الإنفاق على تجارب غامرة ومفعمة بالإثارة بدلاً من شراء السلع الفاخرة التقليدية، مما يجعل من الضروري التركيز على تقديم خدمات شخصية مخصصة، وعروض الرفاهية وممارسات مستدامة، وتجارب طعام استثنائية، مع ترسيخ ثقافة التميز.
ترتكز السياحة الفاخرة على أربع ركائز أساسية يجب على المشغلين استثمارها لتعزيز النمو، وهي: استراتيجيات تسويق وتواصل فعّالة، قوى عاملة مُدرّبة ومحفزة، إدارة مالية مرنة، والاستفادة من البيانات والتقنيات الحديثة.
القطاعات الفاخرة الموازية
يدعم قطاع الفنادق العديد من القطاعات التي تعزز من تجربة السياحة الفاخرة، على رأسها قطاع التسوق الفاخر الذي يبرز بوضوح في الإمارات وخاصةً في دبي، التي تضم مراكز تسوق فاخرة تقدم عروضاً وتجارب لا تُضاهى عالمياً.
كما تلعب قطاعات المطاعم والنقل والطيران الفاخر دوراً رافداً هاماً، حيث تتصدر شركات طيران مثل “طيران الإمارات” و”الاتحاد” قطاع الطيران الفاخر بخدماتهم المميزة، وتخصيص مساحات كبيرة للدرجة الأولى ودرجة الأعمال. أضحت دبي أيضاً موطناً للعديد من المطاعم العالمية والشيفات المرموقين الذين اختاروا دبي كوجهة لمكانتها على الخارطة السياحية العالمية.
باتت قطاعات السياحة والأعمال والتجارة والصناعة تحوّل أنظارها نحو الشرق، مدفوعةً بتنامي هذه القطاعات وزيادة الثروات. وتعد التسهيلات القانونية، والمرونة الضريبية، وسهولة إنشاء الأعمال، وقوانين العمالة الميسرة عوامل جذب رئيسية تميز الشرق الأوسط خاصة وآسيا عامة، وذلك على العكس من التحديات المتصاعدة في العديد من الدول الغربية. وقد شهدت دول الغرب ارتفاعات في الضرائب، وتعقيدات قانونية، وتنامياً في الحركات العنصرية، مما أدى إلى شكاوى مستمرة من المستثمرين ورجال الأعمال والسياح حول سوء المعاملة وصعوبة القوانين.
فقدت بعض الدول الغربية سمعتها الاقتصادية والسياحية بسبب هذه الظروف، مثل تركيا التي تراجعت جاذبيتها السياحية والاقتصادية في السنوات الأخيرة، وكذلك بريطانيا التي استمرت في رفع الضرائب، ما أثّر سلباً على المناخ الاستثماري فيها. وينطبق الأمر أيضاً على أوروبا بشكل عام، حيث يواجه المستثمرون تعاملات عنصرية تبدأ من بعض المؤسسات الحكومية وتمتد إلى تصرفات فردية متزايدة بالتصاعد.
