Bethlehem بيت لحم
بيت لحم مدينة مقدسة للمسيحيين والمسلمين، فهي مهد ولادة يسوع المسيح (سيدنا عيسى)، روح الله وكلمته المتجسدة في العقيدة المسيحية، ونبي بوحي إلهي بالنسبة للمسلمين. وكنيسة المهد كنيسة بيزنطية، قامت ببنائها القديسة هيلانة (والدة الإمبراطور قسطنطين) لإحياء ذكرى ولادة يسوع المسيح. وقد بُنيت الكنيسة فوق المغارة التي وُلد فيها يسوع وفقا للتقليد المسيحي والذي تمّ توثيقه في القرن الثاني الميلادي. وقد تمّ تدشين كنيسة المهد في العام 339 للميلاد.
يقع أقدم وجود بشري في مدينة بيت لحم على المنحدر الشرقي للتلة الواقعة وسط المدينة وفي وسط الحقول الممتدة لمدينة بيت ساحور. وربما كانت مدينة العصر الحديدي تقع في هذا المكان، ثم أصبحت بحلول القرن العاشر حتى القرن الثامن قبل الميلاد تقع على قمة المرتفع الجبلي في منطقة تكثر فيها الأشجار حول كنيسة المهد وشرقها، حيث كانت الكهوف الموجودة تحت الكنيسة تستخدم في تلك الفترة المبكرة. وفي العام 700 ق.م فقدت المدينة شيئا من أهميتها لكنها عادت لكي تصبح مرة أخرى مركزًا هامًا في الفترتين اليونانية والرومانية، بعد أن تمّ بناء القناة المائية لمدينة القدس وتحويل جزء من مياهها إلى مدينة بيت لحم.
قد حُددت ولادة السيد المسيح في بيت لحم في نهاية عهد هيرودس مستقبل المدينة، وقد تمّ بناء كنيسة المهد في عهد الإمبراطور قسطنطين وكانت واحدة من ثلاث كنائس بنيت في فلسطين. واستقر القديس جيروم في نهاية القرن الرابع في بيت لحم، وقام ببناء دير للرهبان ودير للراهبات بمساعدة القديسة بولا. تعرضت كنيسة المهد للتدمير في العام 529 م، ثم أعيد بناؤها على نطاق أوسع في عهد الإمبراطور جوستنيان، وما يزال هذا البناء قائمًا حتى يومنا هذا. وقد ظهرت صورة الكنيسة على خارطة مادبا الفسيفسائية في القرن السادس الميلادي.
تعد كنيسة المهد من أهم المعالم الموجودة في بيت لحم، وتحيط بها مواقع أخرى هامة ترتبط بميلاد السيد المسيح منها مغارة الحليب التي تقع إلى الجنوب الشرقي من الكنيسة، وهي كهف غير منتظم الشكل محفور في حجر جيري لين. وكانت العذراء مريم وفقا للتقاليد المسيحية ترضع الطفل يسوع هناك وهي مختبئة من جنود هيرودس. كما يقع حقل الرعاة الذي ظهرت فيه الملائكة وبشرت الرعاة بولادة السيد المسيح على بعد 2 كم تقريبا شرق المدينة. وهنالك روايتين مختلفتين لموقع ظهور الملائكة، واحدة خاصة بالكاثوليك والأخرى خاصة بالروم الأرثوذكس.